بيَت لحم – المركز الثقافي والسياحي في فلسطين

 بيَت لحم – المركز الثقافي والسياحي في فلسطين

اللحم في العربية هو القمح. دعيت بهذا الاسم نسبة الى إله القوت والطعام (لخمو) عند الكنعانيين لاعتمادهم في قوتهم على الحنطة، يعود تاريخ المدينة الى 3 الاف سنة قبل الميلاد، مر على المدينة حضارات عديدة على مدى العصور لذا في زيارتكم القريبة لها تلحظون في شوارعها ومعالمها المختلفة أثرًا لمختلف الثقافات التي سكنت المكان لتخلق جمال وتميز خاص يغطي المدينة. شهدت بيت لحم ولادة الملك داوود ثم ولادة المسيح عليه مما يضعها في مكانة خاصة لدى المسيحيين حول العالم. تكثر في المدينة المعالم الدينية والتاريخية ذات البناء العريق والفن المعماري القديم والقيمة الدينية الهامة.




الاحتفال بالميلاد هذا العام كما في كل عام ليس له مثيل مثلما يمكن ان تشهدوه في مدينة تاريخها يعود الى 3 الاف سنة قبل الميلاد, شهدت ولادة الملك داوود ثم ولادة المسيح عليه السلام مما أدى الى شهرتها في أنحاء العالم, أقدس المدن المسيحية ومحط أنظار الجميع, بيت لحم واقعها مستوحى من اسمها الذي ينسب الى الهة القوت والطعام لدى كل الثقافات التي عاشت في المدينة على مر العصور، عرفت دائما بيت لحم على كونها مدينة تجارية بأسواقها المنتعشة على مدار العام وتحديدًا في رأس السنة وعيد الميلاد الذي يحل على بيت لحم بأكثر شهورها باردة وماطرة, انتعاشها ليس وليد العصر بل ما تحمله من روايات تاريخية تعود الى الاف العصور القديمة ففي كل زاوية فيها تجد رواية تاريخية او قصة دينية تجذب اليها السائحين من انحاء العالم, هنا كل شيء ينطق تاريخًا, حتى في ممراتها ذات البناء القديم الملفت للناظرين فكل ثقافة سيطرت على المدينة وضعت بصماتها المعمارية في مباني المدينة وحاراتها.
ولعل أحد اهم الركائز في انتعاشها الاقتصادي المستمر هو ما تمثله لدى فئات كبيرة من سكان الأرض، هي مدينة الجميع لأن جميعهم مروا من هنا، وهنا تبرز بيت لحم على أنها من أجمل المدن التاريخية الفلسطينية ذات الطابع الديني الأزلي الذي يهيمن على المدينة وحياة أهلها وطبيعة سياحها، فيها تجد أقدم المجتمعات المسيحية في العالم تسكن هناك لما تمثل المدينة لديهم.
في بيت لحم اليوم ما يقارب 50 فندق لاستيعاب الزائرين كافة من جميع أنحاء العالم والتي لا تفصلكم عن المكان فكل شيء فيها مستوحى من بيت لحم المدينة العريقة بروايتها وتاريخها لنا جميعًا, تجدونها مجهزة ببناء يشبه أبنية المدينة, المزودة بكافة أنواع المأكولات الشرقية من افخم المطابخ الشرقية بأنواعها الشهية.

في زيارة بيت لحم القادمة في عيد الميلاد عليكم المرور في أهم معالمها والتي تميزها بين سائر المدن حول العالم وتضعها في مكانة خاصة لدى جميع سكان الأرض:
كنيسة المهد: أقدم كنيسة في العالم وفي موقعها تحديدا ولد المسيح عليه السلام، مرت على الكنيسة عصورا مختلفة لإمبراطوريات حكمت المكان، جميعهم تركوا بصمتهم في المبنى المعماري المدهش للمكان على مر الأزمان، فيمكن ان نلاحظ في مدخله أسلوب زخرفة البيزنطيين وأقواس الصليبيين وفي داخله أبوابًا تعود الى فنانين أرمنيون. في المحصلة لدينا مبنى يجمع بين الأحجار والزخرفات وتصميمه المميز حقب زمنية مختلفة تختزل عصورًا من تطور الإنسان البشري وإبداعه في تصميم المعابد الدينية يمكن لجميع الزوار من مختلف انتماءاتهم الدينية التمتع بما يحوي المكان حيث انها تخاطب جميع حواس المؤمنين : فالأعين تتمتع بجمال الأيقونات المقدسة، وتشنف الآذان بسماع الترانيم الروحية الغنية بمضامينها العقائدية وألحانها العذبة، وأما رئتا المؤمن فتمتلئان بشذى الروائح العطرة المنبعثة من البخور المقدس وبواسطة هذه الرموز ينتشي المؤمن روحيا وجسديا ليكون مستعدا كي يمجد الخالق بكل قلبه وبكل قدرته.


مغارة الحليب: وفقا للتقاليد فيها الصخرة التي قيل انه سقطت عليها قطرات حليب من مريم العذراء حين كانت ترضع يسوع الطفل قبل الهروب الى مصر وأصبح لونها أبيض حتى الآن وقد عُرف عنها قدرتها على الشفاء وزيادة غزارة الحليب لدى النساء المرضعات.

مسجد بلال: البناء العثماني ملحوظ جدا على سمات المكان، وهو يشير قبر راحيل زوجة يعقوب التي ماتت في بيت لحم بعد ولادة ابنها بنيامين. ويعتبر هذا المكان مقدسًا بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود.

حقل الرعاة: هنالك ظهرت الملائكة على الرعاة لتخبرهم بقدوم يسوع المسيح.

برك سليمان: بناها الملك سليمان الحكيم لزوجاته, اما اليوم يحيط بها أشجار الصنوبر وفيها تتجمع المياه عن طريق الأمطار التي تسقط على الجبال حولها.

قصر هيروديون: بنيت بشكل دائري على قمة التل حيث بالإمكان مشاهدة منظر رائع للبحر الميت, وتحتوي القلعة اليوم على بقايا لقصر ضخم بناه الملك هيرودوس لزوجته في العام 37 قبل الميلاد.

كنيسة حقل الرعاة: وهي اخر عمل فني للمهندس المعماري الإيطالي "أنطونيو بارلوزي" الذي عمل في الأراضي المقدسة في عهد الانتداب البريطاني وفي نفس المكان ظهرت الملائكة للرعاة لتخبرهم بنبأ ميلاد يسوع المسيح.

بئر السيدة العذراء: من هنا مرت العائلة المقدسة, فكانت المياه داخل البئر عميقة ولم تستطع السيدة العذراء سحب المياه فأقامت صلاتها ثم ارتفعت لها المياه وبقيت بنفس المستوى حتى يومنا هذا لتسقي الكثير من المارين.

دير مار الياس: يقع على تلة فائقة الجمال وتتيح لكم مشاهدة أجمل تضاريس المكان بالإضافة الى القدس وبيت لحم وبيت ساحور.




مع كل جماليات هذا المكان وما يحمل من تاريخ عريق لشتى الديانات وأماكن سياحية تاريخية، وبعد جولات النهار الطويلة في أزقة المدينة وأماكنها التي توصلنا مع ماضي عريق كان هنا, تلحظ قوة تجارية بالتجول في أسواق المدينة القديمة حيث يعتبر سوق بيت لحم مثالًا نموذجيًّا للسّوق الشرق أوسطي حيث يمكن للشخص أن يجد الفواكه والخضروات الطّازجة والتّوابل والحلويات المحلية. يمتد السوق تقريبا على طول شارع الفواغرة في البلدة القديمة في بيت لحم، ويتيح المشي في السوق تقديم لمحة عن طبيعة الحياة اليوميّة في المدينة، وأحد تلك المشاهد البارزة في السوق رؤية الفلاحات كبار السن يرتدين أثوابا فلسطينية مطرّزة، حيث يأتين إلى بيت لحم من القرى المجاورة لبيع المنتجات من أرضهم ويعتمد توفّر الإنتاج والمنتجات على الموسم, بالإضافة لذلك يمكنكم زيارة متجر الهدايا الخاص بمركز زور فلسطين والذي يوفر للزائرين فرصة للتسوق، وإظهار الجمال في فن التراث الفلسطيني، يوجد في المتجر العديد من الأصناف المصنوعة يدويا والهدايا المنوعة مثل التطريز، الزجاج، خشب الزيتون، ونثريات واكسسوارات مصنوعة بأيدي فلسطينية. جميع هذه الهدايا تم اختيارها بعناية فائقة لتعكس صورة رائعة عن الجمهور الفلسطيني خصوصا الفنانين والحرفيين الفلسطينيين لنعود من الزيارة حاملين ذكراها الجميلة معنا.
في زيارة بيت لحم لن تكون بيت لحم هي المكان الوحيد الذي تقضون فيه أوقاتكم، فقد تجاورها العديد من البلدات الفلسطينية ذات جماليات الطابع القروي الهادئ المترابط, أجواء قروية نادرة تزين ببنائها الجميل وطبيعتها الخلابة في مساحاتها ويكسوها لون الطبيعة الأخضر هنا نخص بالذات بيت ساحور وبيت جالا, السير على الأقدام في حاراتها وفي طبيعتها وبين الأشجار هي فرصة لا تعوض.
وما ان انقضى النهار في المدينة نفسها تبقى المدينة في يقظة تامة لتوفر لكم أماكن سهر مختلفة على انغام الموسيقى الشرقية الكلاسيكية للطرب العربي ووفي باراتها الموسيقى الشرقية الشابة, مطاعم كثيرة بالمكان والتي تقدم لكم الوجبات الشرقية الشهية, وأيضا هناك الكثير من المطاعم تطرح المطبخ الإيطالي في قائمة الطعام لكثرة تراود السياح الطليان الى المنطقة.

اكمل القراءة